جمعية التكافل لرعاية المساجين فكرة 'سنعوسية
تسجيل الدخول E
  • الاخبار
  • جمعية التكافل لرعاية المساجين فكرة 'سنعوسية

جمعية التكافل لرعاية المساجين فكرة 'سنعوسية

 

تجسد جمعية التكافل لرعاية السجناء صورة من صورة 'فزعة الخير' الكويتية التي اتسم بها المجتمع منذ الازل، حين سجل التكافل بين من سكن هذه الارض علامة مميزة لهذا الشعب الطيب عبر تاريخه.

يقول رئيس مجلس ادارة الجمعية مساعد محمد مندني ان فكرة الجمعية 'سنعوسية' نسبة الى الاعلامي الفذ محمد السنعوسي، لكنها كفكرة لم تكن لتكتسب القوة لتتحول الى فعل لولا عادات المجتمع الكويتي المحفزة.

وتكفي الاشارة الى دور الجمعية والصندوق المنبثق عنها لتتحدد ملامح دورها الانساني في 'جبر خواطر' الكثير من المتورطين وراء القضبان بقضايا مالية لا تتم عن نوايا اجرامية، بل ربما لظروف اسرية او اعسار مفاجئ، او لتعرضهم للتضليل والخداع من آخرين، وهدف الجمعية عودة هؤلاء الى اسرهم للم شمل العائلة وانقاذها من التفكك.

بداية يقول مندني ان الجمعية انشئت عام 2004 تحت اسم صندوق 'التكافل لرعاية السجناء' وكان تابعا لجمعية الاصلاح الاجتماعي.

ومنذ سبتمبر عام 2005 تم اشهار هذا العمل بعد نجاحه وثبات مقدرته على مساعدة السجناء ورعايتهم تحت مسمى 'جمعية التكافل لرعاية السجناء' بموافقة مجلس الوزراء وكتاب الاشهار من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

وترتب على هذا الاساس وجود مجلس ادارة مكون من سبعة اعضاء وادارات ذات اختصاص كل منها يعمل في خدمة مشاريع الجمعية.

 فكرة 'سنعوسية'

اما كيف تواردت الفكرة في عام 1998 فقد عرض على شاشة تلفزيون الكويت برنامج خاص بقضايا الشيكات بدون رصيد وكان معد ومقدم البرنامج الاعلامي المخضرم الاستاذ محمد ناصر السنعوسي وأعجبت جمعية الاصلاح الاجتماعي بهذه الفكرة فعرضتها للبحث والدراسة حتى عام 2002، ولما تأكدنا ان هذا العمل الخيري سوف يخدم شريحة كبيرة في المجتمع الكويتي من مواطنين ومقيمين بصرف النظر عن الجنسية او الديانة فمهما كانت جنسية وديانة السجين طالما تنطبق عليه الشروط نقوم بمساعدته.

بعد ذلك اسس الصندوق ومقره في ادارة السجن العمومي.

 

 

 

تحديد الحالة

وبين مندني نوع الحالة التي تتعامل معها الجمعية، مشيرا الى أنها تختص بدراسة حالة السجناء في القضايا المالية حتى تتبين نوعية هذه القضية ان كان سببها قيام السجين في الخوض بأعمال محرمة شرعا مثل لعب الميسر (القمار) أو المضاربة في اقراض الناس بالربى او اصدار شيكات بدون رصيد، القصد بها سرقة الآخرين واختلاس اموالهم بالباطل فعندها لا يلتفت الى الحالة.

اما الحالات التي نقوم بمساعدتها فهي حالات إنسانية بحتة لأن من أهم مبادئ الجمعية انها تقف مع المظلوم حتى ترفع الظلم عنه، ومن هؤلاء الكفيل الذي ليس طرفا بالمعاملة المالية التي تمت بين العميل والمؤسسة، الا انه من باب الفزعة والنخوه ضرب الصدر لمساعدة أقرب الناس من الأهل اوالجيران او الاصدقاء، واتضح فيما بعد ان العميل يتلاعب في مثل هذا الأمر ويحول مديونيته على كفيله بالحيلة.

قضايا الوكالات

هذه حالة.. اما الحالة الثانية التي نقوم بمساعدتها فهو الموكل الذي قام بعمل توكيل عام لوكيله واستخدم هذا الوكيل التوكيل بطريقة استغلالية لصالحه واستطاع من خلالها جمع مال وفير على ظهر موكله ثم غادر البلاد او تخفى وتوارى عن الأنظار فانصبت جميع هذه المديونيات على الموكل الذي وضع للأسف الثقة التامة في هذا الوكيل وكانت النهاية وجوده خلف القضبان.

وهناك حالة ثالثة ندرسها، ضحاياها اصحاب الدخل المحدود الذين ليس عندهم اي نوايا اجرامية لسرقة اموال الآخرين ولكن بسبب قلة راتبه الموزع على ايجار المنزل واقساط السيارة وغيرها وما تبقى من الراتب للأكل والشرب هو وأسرته يعني على 'القد حده.. حده'، فإن حصل له لا سمح الله حادث مروري لسيارته مثلا او حريق في منزله، اربك توزيع الراتب لشهور عدة ويكون التأخير في اقساط السيارة او ايجار المنزل فترفع عليه دعوى تأخير دفع الالتزام ويودع بالسجن، وحين ننظر في ملفه لا نجد إلا هذه القضية التي يتبين منها ان ليس وراءها نية اجرامية فنقوم بمساعدته. وهناك حالات انسانية من المرضى وكبار السن والنساء داخل السجن نقوم بدراسة حالاتهم نظرا لوضعهم الإنساني.

دعائم

واشار مندني الى الجهات الداعمة للجمعية التي تسهل مهامها الإدارية والمالية والمعنوية، وخص بالذكر وزارة الداخلية المتمثلة بالإدارة العامة للمؤسسات الاصلاحية وهي الاساس والركيزة الأولى لتسهيل مهمتنا العملية، ومن الجهات المهمة بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف وكذلك نخص بالذكر وزارتي الاوقاف والعدل اللتين تساندان عمل الجمعية وتدعمانه مما جعلنا نستمر لسنوات في خدمة جميع السجناء وارجاعهم الى ذويهم.

وأكد مندني ان تعاونهم معنا ينم عن ايمانهم البالغ باهمية هذا العمل الخيري المميز الذي يخدم شريحة من المجتمع لا يستهان بها.

 

صندوق مشترك

واشار مندني الى انشاء صندوق مشترك مع بيت الزكاة 'الذي بدأ معنا منذ البداية وما زال وهو يدعم هذا العمل الخيري، والهدف خدمة المساجين والذي يمثله مجلس ادارة مشكل من وزارة الداخلية ووزارة العدل وممثل عن بيت الزكاة بالاضافة الى اعضاء جمعية التكافل'.

وقال: 'الذي يؤكد اهمية الدور الذي يقوم به بيت الزكاة لاستمرارية هذا العمل الانساني، اعادة لم شمل الاسر التي تفككت بعد غياب معيلها فترة من الزمن قضاها في السجن'.

واشار مندني الى الدعم الذي تحظى به الجمعية من بيت التمويل والمؤسسات التجارية الاخرى وقال: نأمل بالمزيد من الاشخاص والشركات حتى نحقق هدفنا الاساسي وهو تماسك هذا المجتمع بتماسك أسره.

 مواسم

واضاف مندني ان هناك مواسم ينشيط فيها اهل البر والخير من الافراد منها شهر رمضان الكريم، كما ان هناك كثيرين يخصصون جزءا من راتبهم ويحول الى حساب الجمعية بشكل مستمر.

الهدف

وقال مندني: كان هدفي منذ ان قررت التقاعد ان اسدد ما علي من حقوق وواجبات اتجاه المجتمع الذي احتضنني وكرر القول اننا لا ننظر الى جنسية او دين السجين طالما لم يخل بشروط المساعدة.

واضاف نحن اهل الكويت جبلنا على مساعدة الغير ومد يد العون لكل محتاج ونفزع للمنكوب ولكن بشكل منظم وقانوني اكثر وتتشارك فيه اكثر من جهة للاشراف علىه حتى تصل اموال الخيرين والمحسنين الى مستحقيها بكل امانة واطمئنان.

واكد مندني انه لا توجد وساطات او تدخلات فكل سجين تنطبق عليه الشروط تدرس حالته وتتم مساعدته.

 أفراح

وبين زيد الزايد امين السر والمدير التنفيذي للجمعية ان هناك أفراحا عدة نقتنصها لادخال البهجة لاسر السجناء واهاليهم ووصل العدد الآن الى أكثر من اربعة آلاف سجين وسجينة وهذا العدد يشمل جميع السجون.

واضاف الذايدي ان اخر مجموعة شملت 1200 سجين وسجينة بدايتها كانت فرحة رمضان وفرحة عيد الاضحى المبارك وفرحة العيدالوطني وعيد التحرير.

 نصف المديونية

واشاد الذايدي ببيت التمويل الذي يقوم بخصم نصف مديونية السجين، ولا انسى الدور الكبير الذي تلعبه وزارة الداخلية ممثلة بالمؤسسات الاصلاحية والعاملين فيها لما يقدمونه من خدمات جليلة للسجناء المرشحين للمساعدة وتذليل كافة الصعوبات والعوائق امام اعضاء وموظفي الجمعية لشعورهم بالخدمة الانسانية التي يقدمونها للمساجين والمظلومين من كل فئات المجتمع الكويتي من مواطنين ومقيمين، وان مهتهم الاولى فعلا هي الاصلاح والتقويم ثم العقاب على الخطأ الذي وقعوا فيه. وناشد الذايدي باقي الشركات والمؤسسات ان تحذو حذو من يقدم هذه الخدمات الجليلة لاعادة البسمة لكل اسرة واعادة الحق لاصحابه ورفع الظلم عن المظلومين، وامل من الوزارات والهيئات والمؤسسات المستقلة مثل الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والهيئة العامة لشؤون القصر ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والبنوك الوطنية المساهمة ولو بجزء بسيط من الارباح لمساعدة هؤلاء المساجين.

 

خلال 5 سنوات: 4 ملايين دينار .. وإطلاق 4350 سجينا وسجينة

أعطى الذايدي إن حجم عمل الجمعية من أول ابريل عام 2000 وحتى نهاية مارس الماضي بلغ نحو 4 ملايين دينار غطت 4350 سجينا وسجينة، علاوة على 600 أسرة معسرة و170 تائبا و1400 مبعد. وفصلها على النحو التالي:

من تاريخ 1/4/2000 الى 30/12/2001 تمت المساعدة والافراج عن 300 سجين وسجينة وانفق عليهم مبلغ 130 ألف دينار.

في عام 2002 تمت المساعدة والافراج عن 550 سجينا وسجينة انفق عليهم 240 ألف دينار.

في عام 2003 تمت المساعدة والافراج عن 800 سجين وسجينة بمبلغ 400 ألف دينار.

في عام 2004 تمت المساعدة والافراج عن 1100 سجين وسجينة بمبلغ مليون و50 ألف دينار.

في عام 2005 تمت المساعدة والافراج عن 1200 سجين وسجينة بمبلغ مليون و300 ألف دينار.

في تاريخ 1/1/2006 الى 1/3/2006 تمت المساعدة والافراج عن 440 سجينا وسجينة بمبلغ 280 ألف دينار.

علاوة على ذلك قال الذايدي هناك 600 أسرة من أسر السجناء تمت مساعدتهم بمبلغ 240 ألف دينار، ومساعدة 170 تائبا وتائبة من المخدرات بدفع الغرامات عنهم بمبلغ200 ألف دينار، اضافة لمن أنهوا عقوبة السجن من الوافدين ولا يمكنهم دفع نفقات سفرهم لإبعادهم بعد تنفيذ العقوبة وبلغ عددهم 1400 مبعد أنفق عليهم 70 ألف دينار.

 صحوة

أخيرا تنبه المجلس الوطني للثقافة والآداب لضرورة العمل على رعاية بعض البيوت القديمة والأثرية والتاريخية ذات القيمة التراثية في الكويت، لاسيما وسط العاصمة، مما أوقف هدير البلدوزارات التي بدأت تهشم ما تبقى من البيوت القديمة والطينية.

هذه الصحوة، وإن كانت متأخرة، فانها تحسب للمجلس الوطني ونأمل أن نرى مستقبلا ما يجسد هوية الكويت وتراثها.

ناقوس الخطر

حذر الذايدي من أن ناقوس الخطر فعلا بدأ يدق أجراسه لأنه ومن واقع الاحصائيات أن العدد الذي وصل إليه من عليهم ضبط واحضار فاق المائة وعشرين ألفا وهذه كارثة تهدد المجتمع الكويتي.

واضاف: نحن بصدد عمل حملة وطنية توضح مخاطر الديون.